Page 146 - web
P. 146
مقالات وآراء
الشاملة ،وفي سياق حقيقي من المصالح العليا المرتبطة
بالتحالفات المستمرة والدائمة التي يمكن أن تتشكل ،مثلما
الدرجة الثانية القادمين من شرق أوروبا ،وقد نظم الاتحاد يجري في نطاقات دول مثل دول البلطيق وجمهوريات آسيا
الأوروبي الأمر ،ولكن لا تزال المشكلات تعبر عن نفسها في الوسطي التي تبحث عن قادمين جدد ،إضافة إلى إحداث
نوع من التوازنات الكبيرة في منظومتها الإقليمية والدولية عمليات الهجرة والانتقال بخاصة في مجال الهجرة غير
وإقرار بوضعها في إطار عالم جديد يتشكل ،وفي مرحلة الشرعية ،أو الانتقال غير القانوني ،ما تطلب ضبطًًا للحدود
تبحث فيها بعض الدول عن موطئ قدم في إطارها وعبر في عديد من دول العالم خصوصًًا الجاذبة للهجرة ،كما
تم التنسيق مع بعض الدول في إجراءات استباقية وأمنية سلسلة من الخطوات التدريجية.
متعددة وعبر تدابير مقيدة بالفعل بصرف النظر عن الحاجة من ثم فإن مسألة الهجرة على رغم بعدها الاقتصادي
إلى بعض العناصر الرئيسة التي تحتاج إليها الدول الكبرى ،فإن مقاربة السياسة حاضرة بقوة في إطار سعي بعض
الدول كالولايات المتحدة لتوظيفها وهي تفتح أبوابها لهؤلاء عبر سلسلة من القوائم التحفيزية
سياسيًًا في نطاق دول جوارها أو
خارجها ،وتأكيدًًا على حضورها في الحقيقية لجذب هذه العناصر مثل
المنظومة الدولية في وقت يتأهب
العالم لمزيد من التغييرات في بنية الهجرة مسألة يحكمها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الاتحاد
العديد من الأسباب، الأوروبي وغيرها ،كما يتم استغلال ملف
الهجرة لتبرير مواقف سياسية معينة أو
أهمها :البعد الأمني لتحقيق مكاسب بين أطراف متنازعة،
والاقتصادي ،إضافة فهناك دول أخرى تعمل على استغلال
المهاجرين ضمن حراكاتها الداخلية أو
إلى الفرص التي توفرها لتبرير سياساتها ،وفي هذا الإطار قال
الدول الكبرى لأنماط ممثل الشؤون الخارجية والسياسة
الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب
المعيشة والحياة بوريل ،إن الهجرة يمكن أن تكون قوة
الرغدة تفكك للاتحاد الأوروبي بسبب الاختلافات
الثقافية بين الدول الأعضاء ،وعجزها
على المدى الطويل عن التوصل إلى
سياسة مشتركة.
تأثيرات حقيقية
تبدو إذًًا تأثيرات ما يجري في ملف الهجرة في التوجهات
الحاكمة للتعامل معها ،منها أن الدول تبني مصالحها
وتحالفاتها في هذا السياق ،فهناك تخوفات لدى بعض
الدول من ظاهرة الهجرة المضادة والمعاكسة ،ومنها
إسرائيل نتيجة عدم الاستقرار الأمني ،أو انتقال العناصر
الأوروبية إلى الولايات المتحدة ،وهو ما قد يجرف الدول
الرئيسة من مواطنيها بخاصة مع الإغراءات التي يتعرض لها
هؤلاء المواطنون.
لكن الإشكالية الرئيسة مرتبطة بالفعل بتوازنات كبرى
حاكمة تدفع إلى أهمية النظر لموضوع الهجرة من مقاربة
سياسية واستراتيجية في المقام الأول ،وفي إطار إقرار
المصالح التي يمكن أن تحكم معدلات الهجرات ،والتي قد تزيد
من عدد سكان الدول وتنمي قدراتها في إطار حسابات القوة
146